(أيها الناس، اتقوا الله) في كل شيء. (وأجملوا في الطلب) للأرزاق. (فإن نفساً) نكرة في سياق الإثبات، إلا أنها عامة باعتبار المقام من باب:{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}[التكوير:١٤] أي كل شيء. (لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها) فإنه تعالى قد قدر الأرزاق وقسمها بين العباد لأنه ولابد وأن يصل إلى كل ما قدر له وإن اجتهد وصله وإن أجمل وصله فلاجتهاد لا يتأتى بغير ما قدر (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) كرر الوصية بالتقوى بالإجمال زيادة في حثهم على فعل ما طلب منهم وهو التقوى وترك ما تكفل به لهم وهو الرزق وفي قوله اجملوا إشارة إلى أنه لا بد من الطلب وزاده بياناً بقوله: (خذوا ما حل) من الأرزاق. (ودعوا ما حرم) فإن من الإجمال الاقتصار على الحلال وإن قل. (هـ)(١) عن جابر) لم يرمز عليه المصنف بشيء.
٢٩٩٩ - "أيها الناس، عليكم بالقصد، عليكم بالقصد فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا". (هـ (صح) ع حب) عن.
(أيها الناس، عليكم بالقصد) أي في الأمور كلها والقصد هو التوسط في الأمور بين طرفي الإفراط والتفريط. (عليكم بالقصد) كرره للتأكيد ثم مثل بأعظم أنواع الأفعال التي أمر فيها بالقصد وهي العبادة فقال: (فإن الله تعالى لا يمل) عن إثابتكم. (حتى تملوا) العمل الصالح والملل مستحيل في حقه تعالى وإنما جيء به على طريق المشاكلة والمراد لا يقطع عليكم ثوابه حتى تقطعوا عملكم فإذا لزمتم القصد في الأعمال استمرت لكم الإثابة وإذا أعرضتم سبب المبالغة المؤدية إلى الملل قطع عليكم ثوابه فهو إرشاد لهم إلى استدامة الإثابة بالأعمال التي لا تمل، وفيه إرشاد إلى أن الإفراط في العمل يؤل إلى تركه كما قال:"شرة فترة" وخص التعليل بهذا الظرف وأعرض عن الظرف الأخير وهو
(١) أخرجه ابن ماجة (٢١٤٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٧٤٢).