للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أي) بفتح الهمزة وتخفيف الياء حرف نداء (أخي) نداه نداء تعطف وتلطف وشفقة ليكون أدعى إلى إقباله عليه وحفظه لوصيته (إني موصيك بوصية فاحفظها) قدم هذا أمام الوصية حثاً على حفظها وعللها بقوله: (لعل الله أن ينفعك بها) أي لأجل إني أرجو نفع الله إياك بها والوصية هي قوله: (زر القبور) قبور المؤمنين. (تذكر بها الآخرة) لأن من رأى مصارع من قبله وعلم أنه حيث صار القوم صائراً اعتبر ورغب في الآخرة ورغب عن الدنيا، قال أبو ذر: قلت يا رسول الله بالليل قال: "لا". (بالنهار) لما في الليل من الوحشة وهذا لغير الكاملين وإلا فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخرج ليلاً يستغفر لأهل البقيع (أحياناً) لا في كل وقت. (ولا تكثر) لأنه يؤدي إلى ابتذال الوعظ بها وأنسه القلب فلا يكون مذكرة للآخرة وفيه ندبية الزيارة للاتعاظ وهي أيضاً مندوبة للدعاء لهم كما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم -. (واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو) فارغ عن الروح. (عظة بليغة) الوعظ هو التذكير بالعواقب وقيل التذكير بالله وتليين القلوب القاسية بالترغيب والترهيب قال الذهبي: هو دواء للنفوس القاسية والطباع المتكبرة (وصل على الجنائز لعل ذلك) الفعل (يحزن قلبك) يكثر تحزنه ويزرع فيه الحزن (فإن الحزين) حزنًا يرضى الله به (في ظل الله تعالى) في ظل عرشه (معرض) بتشديد الراء مفتوحة قد عرضه الله لإصابته. (لكل خير، وجالس المساكين) إيناساً لهم وجَبْرًا لخواطرهم. (وسلم عليهم إذا لقيتهم) أي ابتدأهم بالسلام عند الملاقاة. (وكل مع صاحب البلاء) أي المبتلى بالأسقام والأمراض (تواضعاً لله تعالى) بمؤاكلته (وإيماناً به) أي تصديقاً بأنك لا يصيبنك من ذلك البلاء إلا ما قدره الله تعالى لك. (والبس الخشن الضيق من الثياب) الجامع بين ضعف الكمية والكيفية. (لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ) فإن من أسباب تولدهما لين الثياب وسعتها وهذا من سد الذرائع. (وتزين) باللباس الجميل (أحياناً)

<<  <  ج: ص:  >  >>