للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كالجمعة والعيد ونحوهما ولكن تقصد بذلك رضاه تعالى ولذا قال: (لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل) أي يلبس الخشن واللين كل في محله ووقته. (تعففاً) أي إظهاراً للعفة على الناس بلبس الخشن الضيق. (وتكرماً وتجملاً) بلبس الثياب اللينة الخشنة وفيه أن صفة المؤمن ألا يلتزم حالة واحدة في ملبوسه. (ولا تعذب شيئاً مما خلق الله تعالى بالنار) فإنه لا يعذب بالنار إلا خالقها وهذا حديث جليل القدر شهير الفائدة بديع السياق اشتمل على أدوية أدواء كثيرة. (ابن عساكر (١) عن أبي ذر) وفيه موسى بن داود أورده الذهبي في الضعفاء (٢) وقال: مجهول ويعقوب بن إبراهيم لا يعرف، عن يحيى بن سعيد عن رجل مجهول انتهى، قلت: لا يخفى أن فيه أنفاس من النبوة ولكثير من جمله شواهد معرفة.

٣٠٠٦ - "أي إخواني، لمثل هذا اليوم فأعدوا". (حم هـ) عن البراء (صح).

(أي إخواني) جمع أخ خطاب لأصحابه - صلى الله عليه وسلم - ونداء لهم تلطفاً بهم، وفيه أنه ينبغي التلطف عند الوعظ وتقديم التنبيه عليه. (لمثل هذا اليوم فأعدوا) قدم الطرف لإفادة الحصر والإعلام بأن اليوم المشار إليه هو الحقيق بالإعداد له الأعمال النافعة لا غيره والإشارة إلى يوم نزول كل أحد قبره لأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف على شفير قبر كما قاله راويه أنه وقف - صلى الله عليه وسلم - على قبر فبكى حتى بل الثرى ثم ذكره وحذف المعد وهي الأعمال الصالحة للعلم بها وذلك أنه يوم يقول فيه الإنسان بأعماله والخلق بملائكة ربه وبالحساب بذنبه ولا عمل من بعده. (حم هـ) (٣) عن البراء) رمز المصنف لصحته على أحمد لكن قال المنذري بعد ما عزاه


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٦/ ١٨٨)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢١٨٢).
(٢) انظر المغني (٢/ ٦٨٣).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٢٩٤)، وابن ماجة (٤١٩٥)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب=

<<  <  ج: ص:  >  >>