للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الأبدال من الموالي) تمام الحديث عند مخرجه الحاكم: "ولا يبغض الموالي إلا منافق" قيل: أي من السادات لأنهم الأولياء والعباد.

قلت: ولا يناسبه آخره، وورد في بعض الآثار أن من علاماتهم أنهم لا يولد لهم وأنهم لا يلعنون شيئاً. (الحاكم (١) في الكنى عن عطاء مرسلاً) فيه الرحال بن سالم قال في الميزان: لا ندري من هو والخبر منكر انتهى، قال الشارح: وإنما خالف المصنف عادته باستيعاب هذه الطرق إشارة إلى بطلان زعم ابن تيمية أنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف ولا في خبر منقطع وقد أبانت هذه الدعوى عن تهوره ومجازفته ولأنه نفى الرواية بل نفى الوجود وكذّب من ادعى الورود انتهى.

قلت: لعله ما نفاه إلا بالنظر إلى ما اطلع عليه وأنه يريد ما ورد فيما أعلمه وقد صرح الحافظ ابن حجر: بأن قول الحافظ: هذا الخبر صحيح أو باطل صار بذا، لا بالنسبة إلى ما عرفه هذا معنى كلامه فكذلك مثل هذا والتأويل خير من التجهيل وقد رماه الشارح بعد هذا بالنعت والعناد ولا غرو فابن تيمية ينكر على ابن عربي ومن حذى حذوه كالشارح ويحكم عليهم بالتضليل فكأنه أراد الشارح مكافأته وربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

٣٠٢٤ - "الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً". (حم د هـ (صح) ك هق) عن أبي هريرة.

(الأبعد فالأبعد) أي من داره بعيدة. (من المسجد) الذي تقام فيه الجماعة. (أعظم أجراً) من الأقرب إليه لأن كل خطوة تكتب حسنة وتمحو سيئة فكلما كثرت الخطى كثر الأجر، ولا يقال قد كانت منازله - صلى الله عليه وسلم - بفناء مسجده فلم يتخذ


(١) أخرجه أبو داود (٢٩٩٠)، انظر الميزان (٣/ ٧٢)، واللسان (٢/ ٤٥٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٢٧٠)، وقال في الضعيفة (١٤٧٦): منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>