للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي الدرداء (ح) ".

(أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته) هو أمر لذي الوجاهة والقبول عنده، وعند السلاطين. وقيل: وهو أمر ندب؛ لأنه قرن بفعله الأجر، ولم يقرن بتركه الوعيد، وقد يقال: إنه للوجوب في شيء من الحاجات وللندب في شيء على حسب الأحوال (فمن أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها) لعدم قدرته على الاتصال به, ولعدم وجاهته عند السلطان (ثبَّت الله قدميه على الصراط) قد فسَّره الحديث أنَّه جسر على جهنم يعبر عليه الخلائق، فمنهم هالك، ومنهم ناجٍ، وتثبيت القدم كناية عن النَّجاة (يوم القيامة طب (١) عن أبي الدرداء) ورمز المصنف لحسنه وفي سنده إدريس بن يوسف الحراني، قال في "اللسان": لا يعرف حاله، قال الشارح: تبع المؤلف في عزوه للطبراني الديلمي، قال السخاوي (٢): وهو وهم، فإن لفظه عنده: "رفعه الله إلى الدرجات العلى في الجنة" وأما لفظه الذي هنا فإنَّه رواه البيهقي عن علي وفيه من لم يسم.

٦٠ - " ابنوا المساجد واتخذوها جُمًّا (ش هق) عن أنس (ح) ".

(ابنوا المساجد) أمر للندب (واتخذوها جُما) بضم الجيم وتشديد الميم بزنة خمر جمع أجم قال في "النهاية" (٣) لا شرف لها شبه الشرف بالقرون انتهى. وكان ذلك لئلا تعرف المساجد بأعقابها فيقصدها المشركون بالأذى، أو كأنه لأنها بيوت الله، ولا يحسن فيها فعل ما لا يحتاج إليه، أو لأنه زينه لظاهرها، وقد نهى


(١) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (٥/ ٢١٠) وقال المناوي في فيض القدير (١/ ٨٣) وفيه إدريس بن يوسف الحراني. قال في اللسان عن ذيل الميزان: لا يعرف حاله. ثم إن المؤلف تبع في عزوه للطبراني الديلمي. قال السخاوي: وهو وهم والذي فيه عنه بلفظ: "رفعه الله في الدرجات العلى في الجنة" وأما لفظ الترجمة فرواه البيهقي في الدلائل عن علي وفيه من لم يسم انتهى. فكان الصواب عزوه للبيهقي عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٨) والسلسلة الضعيفة (١٩٥٤).
(٢) انظر: المقاصد الحسنة (ص: ١٣)، وكشف الخفاء (١/ ٣٠).
(٣) النهاية (١/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>