للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أهل السيئات من الناس هؤلاء الثلاثة أما هم فيما بينهم فلا دلالة فيه على أن أحدهم أشد بغضًا من الآخر إلا أن ترتب الذكر يدل على أن المقدم أعرق في المبغوضية ثم ما يليه وقد يقال: صيغة الترقي تقتضي العكس، ولكل وجهه (خ عن ابن عباس) (١) ولم يخرجه مسلم وزاد في الكبير عن ابن ماجه.

٥٨ - " ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم (حم ٣) عن أبي الدرداء".

(ابغوني) يقال أيضًا: بغيني كذا بهمزة الوصل أي أطلب لي أو أبغني بهمزة القطع أي أعني على الطلب، فالحديث يحتملهما والمراد، اطلبوا لي (الضعفاء) يصحبونني أو أعيونني على طلبهم فإني طالب لهم (فإنما ترزقون وتنصرون) على أعدائكم (بضعفائكم) بسببهم فلا يغتر الأقوياء بقوَّتهم، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم عند الخروج للجهاد، ويأتي حديث: "إذا بعثت سريةً فلا تنتقهم من الانتقاء" واقتطعهم فإن الله ينصر القوم بأضعفهم (حم ٣ عن أبي الدرداء) (٢) بدالين مهملتين بينهما راء ثم آخره همزة ممدودة، اسمه عويمر مصغَّر ابن زيد، ويقال بن عبد الله صحابي جليل عرف بكنيته, والدَردَاء ذهاب الأسنان، والدرداء ابنته توفي بدمشق سنة ٣٢ وقيل غيرها (٣)، سكت عليه المصنف وقد صحَّحه الحاكم وأقرَّه الذَّهبي وفي الرياض سنده جيد.

٥٩ - "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبَّت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة (طب) عن


(١) أخرجه البخاري (٦٨٨٢)، قلت: ولم يخرجه مسلم ولا ابن ماجه بل وهو مما انفرد به البخاري.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ١٩٨)، وأبو داود (٥٩٤) والترمذي (١٧٠٢)، وقال: حسن صحيح. والنسائي (٦/ ٤٥)، والحاكم (٢/ ١٠٦)، وقال النووي في رياض الصالحين (٢٧٢) إسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٠).
(٣) انظر: الإصابة (٤/ ٧٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>