للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

له؛ لأنه كالمستهزئ بالله بتواضعه في اللباس وتجبره في الأفعال أو لتدليسه على الناس وإيهامه أنه من الزهاد، ولكن الزهد في الملبوس وإن كان خير مطلقاً لكان عارضه ما صيره شرًّا محضًا (عق فر عن عائشة) (١) سكت عليه المصنف، وقال العقيلي: منكر، وفيه أبو صالح كاتب الليث وفيه مقال، عن سليم بن عيسى وهو متروك، وفيه أيضًا جعفر بن زبرقان ولا يحتج به، وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال الذهبي: باطل. وقال المصنف في الكبير: أنه أورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يتعقبه، فالعجب من إتيانه به هنا مع ما قاله في الخطبة.

٥٧ - " أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية, ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه (خ) عن ابن عباس (صح) ".

(أبغض الناس إلى الله أشدهم) مبغوضية لديه (ثلاثة) فسَّرهم بقوله: (ملحد في الحرم) بالحاء والدال المهملتين قال في القاموس (٢): ألحد في الحرم ترك القصد فيما أمر به أو أشرك بالله أو ظلم أو احتكر الطعام (ومبتغ) من بغي بالموحدة والغين المعجمة طالب (في الإسلام سنة الجاهلية) طريقها وسيرتها وذلك شامل لكل ما كانت عليه الجاهلية من الطرائق والسير (ومطلب) أصله متطلب أدغمت التاء في الطاء بعد قلبها إليها (دم امرئ) لم يبح الشرع قتله كما أفاده بغير حق (ليهريق) أصله أراق أبدلت الهمزة هاء (دمه) الضمير فيه لامرئ ويحتمل أنه لمتطلب أي ليهريق دم نفسه، فإنه إذا قتل قُتل، والمعنى أن أشد


(١) أخرجه العقيلي (٢/ ١٦٢)، وقال منكر، والديلمي في الفردوس (١٤١٨)، وفي إسناده سليم بن عيسى الكوفي قال الذهبي في الميزان (٣/ ٣٢٤): هذا باطل أ. هـ وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات (١٤٤٨)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٤٦) والسلسلة الضعيفية (٨٠٧) موضوع.
(٢) القاموس المحيط (ص ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>