(الإيمان بالله إقرار باللسان) قدمه؛ لأنه الذي يظهر ويعلم به إيمان صاحبه وقدم في الأول المعرفة؛ لأنها الأصل الذي يتفرع عنه الإقرار والعمل تفرعاً صحيحاً. (وتصديق بالقلب) لما أمر العبد أن يصدق به. (وعمل بالأركان) عبارة عن الأعضاء؛ لأن بها قام الإنسان كما يقوم البنيان بالأركان (الشيرازي في الألقاب (١) عن عائشة).
٣٠٨١ - "الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"(م د ن هـ) عن أبي هريرة (صح).
(الإيمان بضع) بفتح الباء وكسرها، من ثلاث إلى تسع على الأصح. (وسبعون شعبة) بضم المعجمة خصلة، قال الكرماني: شبه الإيمان بشجرة ذات أغصان وشعب كما شبه حديث: "بني الإِسلام على خمس" بخباء ذي أعمدة وأطناب، قال القاضي: أراد التكثير على حد: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرًّةً}[التوبة: ٨٠] أو المراد الحصر وأن شعب الإيمان وإن كانت متعددة لكن حاصله ترجع إلى أصل واحد وهو تكميل النفس على وجه يصلح معاشه ويحسن معاده وذلك أن يعتقد ويسبقهم في العمل، قال الطيبي: الأظهر التكثير وذكر البضع للترقي يعني شعب الإيمان أعداد مبهمة ولإبهامة لكثرتها إذ لو أريد التحديد لم يبهم.
(فأفضلها قول: لا إله إلا الله) أي هذا الذكر أفضل الشعب والتصديق القلبي خارج منها اتفاقاً قال القاضي: لكن إنه أراد أفضلها من وجه وهو أنه يوجب عصمة الدم والمال لا أنه أفضل من كل وجه إلا لزم أنه أفضل من الصلاة
(١) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (١/ ٣)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٢٣٠٦) وفي السلسلة الضعيفة (٢٢٤٥): موضوع.