للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الموت" (حل عن (١) أبي هريرة وأبي سعيد) سكت عليه المصنف وقال مخرجه: غريب.

٦٥ - " ابن آدم، عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك. ابن آدم، لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع. ابن آدم، إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء (عد هب) عن ابن عمر".

(ابن آدم عندك ما يكفيك) بما ضمنه تعالى من الكفاية، أليس الله بكاف عبده، ولم يكتف به العبد (وأنت تطلب ما يطغيك) من الغنى والزيادة في الدنيا، اللذين هما أسباب الطغيان {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦ - ٧]، (ابن آدم لا بقليل) من المال ونحوه (تقنع) تكتفي وترضى (ولا من كثير تشبع) هذا كالتفسير لصدر الحديث (ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك) من الأسقام والآلام وأراد الشارح والآثام وليس بمراده من الحديث، وإن كان لا عافية إلا بالسلامة في الدين، إلا أن الحديث مسوق لغير ذلك (آمنا في سربك) بكسر المهملة وسكون الراء نفس الإنسان، يقال: فلان واسع السرب أي رخى البال، ويروى بالفتح لها وهو المسلك والطريق، يقال: خلاله سربه أي طريقه، (عندك قوت يومك فعلى الدنيا) ليس جواب الشرط (العفاء) بالمهملة والفاء ممدودة بزنة سما، كما في النهاية (٢): أي الدروس وذهاب الأثر، وقيل: التراب، والمعنى: إذا أصبح عندي العافية في الجسد والقوت، والأمن, فهو يغنيك عن الدنيا، فإذا درست وذهب أثرها؛ فإنه لا يضرك ذلك، وقد عرفت أن جواب الشرط ما قدرناه أقيم مقامه قوله، فعلى الدنيا أو المراد:


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٤٥)، وكذلك الحارث في مسنده (٨٤١) زوائد، وفي إسناده عبد العزيز بن أبي رجاء قال الذهبي في الميزان (٤/ ٣٦٣) عن الدارقطني: متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤١)، والسلسة الضعيفة (١٧١٤).
(٢) النهاية (٣/ ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>