للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١٣٥ - "بعثت بالحنفية السمحة, ومن خالف سنتي فليس مني" (خط) عن جابر.

(بعثت بالحنفية السمحة) أي الشريعة المائلة عن كل دين باطل، قال ابن القيم (١): جمع بين كونها حنيفية وكونها سمحة فهي حنيفية التوحيد سمحة في العمل فضد الأمرين الإشراك وتحريم الحلال وهما قرينتان وهما اللذان عابهما الله تعالى في كتابه على المشركين في سورة الأنعام والأعراف. (ومن خالف سنتي) أي طريقتي التي بعثت بها بأن شدد في التخفيف واتخذ الشريعة عوجاً. (فليس مني) أي من المتصلين بي ولا المتبعين شريعتي (خط) (٢) عن جابر) فيه علي بن عمر الحربي أورده الذهبي في الضعفاء (٣) وقال صدوق ضعفه البرقاني ومسلم بن عبد ربه (٤) ضعفه الأزدي ومن ثم قال القرافي: ضعيف وقال العلائي: مسلم ضعفه الأزدي ولم أجد أحداً وثقه لكن له طرق ثلاث ليس يبعد أن لا ينزل بسببها عن درجة الحسن.

٣١٣٦ - "بعثت بمداراة الناس". (هب) عن جابر.

(بعثت بمداراة الناس) أي خفض الجناح واللين لهم وترك الإغلاظ عليهم. واعلم: إن الفرق بين المداراة والمداهنة محتاج إليه لأن المداراة مندوبة والمداهنة محرمة عليهم، فالمداهنة من الدهان وهو الذي يظهر أعلى الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الناس وإظهار الرضا بفعله من غير إنكار عليه، والمداراة، هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن


(١) انظر: إغاثة اللهفان (١/ ١٥٨).
(٢) خرجه الخطيب في تاريخه (٧/ ٢٠٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٣٣٦).
(٣) انظر المغني (٢/ ٤٥٢).
(٤) انظر المغني (٢/ ٦٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>