للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليه السلام كان لجهة المسجد، ولم يكن له باب غيره، فلذلك لم يؤمر بسده بخلاف أبي بكر، فإنه كان له باب من خارج المسجد، وخوخة إلى المسجد، كما صرح به الكلاباذي، ويقال: وهو الأصح أنهم أمروا بسدِّ الأبواب، إلا باب علي فسدوها، ثم أحدثوا خوخًا يستقربون الدخول منها، بعد الاستئذان فيه فأمروا أخرى سدها غير خوخة أبي بكر، وقد أطال السمهودي في خلاصته بما هذا خلاصته (١).

واعلم أنه سقط عن قلم المصنف ما هو ثابت في الجامع الكبير بعد قوله: في الغار، فاعرفوا ذلك له، فلو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، سدوا إلى آخره (عم عن ابن عباس) (٢) سكت عليه المصنف، وقال في الفتح (٣): رجاله ثقات، وكذا رواه الديلمي وابن مردويه.

٧٢ - " أبو بكر مني وأنا منه, وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة (فر) عن عائشة (ض) ".

(أبو بكر مني) قال في الكشاف: قولهم: فلان مني كأنه بعضه لاختلاطهما واتحادهما، والمراد: هو يختلط ويتصل بي، وأنا كذلك فعرفت معنى قوله: (وأنا منه وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة) هذه أخوة خاصة غير أخوة الإيمان العامة، وليست هي المؤاخاة التي عقدها صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فإنه عقد الأخوة بين


(١) انظر: خلاصة الوفاء (٢/ ٧٩ - ٨٥).
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (١/ ٢٧٠) وفي فضائل الصحابة برقم (٦٠٣)، والقطيعي في جزء الألف دينار (٢٩٤)، وكذلك أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٠٣) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٢٠٢) إلى ابن مردويه وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٤٢): رواه عبد الله ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٦) وقال في السلسلة الضعيفة (٢٥٨٤): موضوع بلفظ "مؤنسي" ولكن سائره صحيح مشهور. وانظر كلامه هناك مفصلا. والسلسلة الضعيفة (٢٠٨٤).
(٣) فتح الباري (٧/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>