للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال جار الله (١): إنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في إيجاب المأمور به فيجعل كأنه موجود يخبر عنه ومثله قوله. (ويُسمع ممن يَسمع منكم) من بعدهم إلى آخر زمان التكليف وبذلك يظهر العلم وينتشر ويحصل الأمر المأخوذ على العلماء من التبليغ قال العلائي: هذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - التي وعد بها في أمته وأوصى أصحابه أن يكرموا نقلة العلم وقد امتثلت الصحابة رضي الله عنهم ذلك ولم تزل تنقل عنه أقواله وأفعاله وتتلقاها التابعون وينقلوها إلى من أتى من بعدهم وعليه استمر العمل في كل عصر إلى الآن.

قلت: ومفعول تسمعون أعم من الحديث والقرآن والسنة شاملة للتقرير أيضاً وهو من أقسامها. (حم د ك) (٢) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ولا علة له وأقره الذهبي [٢/ ٣٠٨] واعلم أن تمام الحديث "ثم يأتي من بعد ذلك سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يُسأَلوا".

٣٢٨٤ - "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". (حم ق ت هـ) عن أنس (حم ق هـ) عن جابر (صح).

(تسموا باسمي) اسمه الذي اشتهر به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وله عدة من الأسماء في كتب الله تعالى والإضافة عهدية بوضعها فهو المراد، وقال الشارح: وأحمد: وفيه نظر. (ولا تكنوا) بفتح تائه أصله تتكنوا حذفت إحدى التاءين من باب تنزل والكاف مفتوحة والنون مشددة وسكونها وضم النون تقدم تفسيرها وقوله: (بكنيتي) كنيته - صلى الله عليه وسلم - المشهورة التي يروى بالإضافة إليها أبو القاسم وعليه دل سبب هذا الحديث قال أنس: نادى رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) انظر: الكشاف (١/ ٥٩٠).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٢١)، وأبو داود (٣٦٥٩)، والحاكم (١/ ١٧٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٩٤٧)، والصحيحة (١٧٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>