للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة) قدمنا الكلام على هاتيتن الجملتين في أول الحاء منه في حرف الهمزة في قوله "أحب" فراجعه، قال الطيبي رحمه الله: أمر أولاً بالتسمي بأسماء الأنبياء عليهم السلام فرأى فيه نوع تزكية للنفس وتنويهًا بشأنها فنزل إلى قوله: أحب الأسماء؛ لأن فيه خضوعاً واستكانة ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية ولم يتمكن من أدائها فلا يصدق عليه هذا الاسم فنزل إلى قوله حارث وهمام (خد عن) (١) عن أبي وهب الجشمي) بالجيم والشين المعجمة في القاموس (٢): جشم كورد أحياء من مضر ومن اليمن ومن تغلب وفي ثقيف وهوازن انتهى، وأبو وهب اسمه كنيته كما قاله ابن الأثير والحديث فيه عقيل بن شبيب قالوا: فيه غفلة، وقال الحافظ في التقريب (٣) مجهول.

٣٢٨٦ - "تسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم؟ ". البزار (ع ك) عن أنس.

(تسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم؟) الكلام استفهام إنكاري والإنكار متوجه إلى المعطوف أعني اللعن لا إلى المعطوف عليه ولا إليهما قال القاضي (٤): أنكر اللعن إجلالًا لاسمه هذا، وأما ما روي من أن عمر نهى عن تسمية بمحمد وغيّر أسماء وكتب بذلك إلى الكوفة فهو لم؟ يأخذ ذلك من هذا الحديث وإن فهم منه المنع عن التسمي بمحمد كما قيل بل سببه: أنه سمع رجلاً يقول لابن أخيه محمَّد بن زيد فعل الله بك يا محمَّد وصنع فقال لا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب بك والله لا تُدْعَى محمدًا أبدًا وكتب بذلك وأمر به وهذا


(١) أخرجه البخاري في الأدب (٨١٤)، وأبو داود (٤٩٥٠)، والنسائي (٣/ ٣٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٣٥).
(٢) انظر القاموس (٤/ ٩٠).
(٣) انظر التقريب (١/ ٣٩٦).
(٤) شرح صحيح مسلم (١٤/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>