للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجال من الإبل من عقلها". (حم ق) عن أبي موسى (صح).

(تعاهدوا القرآن) قال القاضي (١): تعاهد الشيء وتعهده محافظته وتجديد العهد به والمراد منه الأمر على مواظبة تلاوته والمداومة على تكرار درسه.

قلت: وقدمنا التقديرات النبوية في ذلك في الهمزة في "اقرأوا". (فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا) بمثناة فوقية وصاد مهملة أي أسرع تخلصاً، وذهابا وانفلاتا وخروجا. (من قلوب الرجال) متعلق بتفصيًا والمراد لهم حفظه. (من الإبل) متعلق بأشد. (من عقلها) بضم المهملة والقاف جمع عقال بزنة كتاب ما يُعقل به الإبل أي تشد والإبل إذا انفلتت من عقالها فإنها لا تكاد تلحق ولعل النكتة في التمثيل وخصوصية الإبل الإشارة إلى أن كلام الله تعالى لعلو شأنه وعظمة مكانه وكثرة علومه وتتابع أنواره لا تسكن قلوب الرجال إلا بالشد عليه وقوة الإمساك بالتلاوة له وإلا فإن عظمة شأنه تقتضي مع تلوث العباد بالمعاصي وعدم عملهم بعلومه وتهديهم بأدائه وهديهم بأنواره أن لا يقر في قلوبهم ولا تكون صدورهم مساكنه فكأنه ينفلت منها لولا عقاله بدوام التلاوة فهذه والله أعلم هي نكتة الخصوصية في التمثيل وأما قول الشارح: إنه لأجل [٢/ ٣١١] أن القرآن ليس من كلام البشر بل كلام خالق القوى والقدر وليس بينه وبين البشر مناسبة قرينة لأنهم حوادث وهو قديم انتهى، فإنه كلام باطل لاتفاق الفريقين من القائل بقدمه والقائل بحدوثه بأن ألفاظه محدثة صرح به الشريف في حواشي الكشاف وغيره، ولا يخفى أن هذا الحديث توصية بالمحافظة على حفظ المتلو وهي العبارات المحدثة. (حم ق) (٢) عن أبي موسى).

٣٢٩٦ - "تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد". (قط) في الإفراد (خط) عن


(١) شرح صحيح مسلم (٦/ ٧٧).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٤١١)، والبخاري (٥٠٣٣)، ومسلم (٧٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>