للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنبياء قبل البعثة ثم المراد أمة الإجابة لكل نبي لا أمة الدعوة ويحتمل أن عمل كل أمة من الأمم تعرض [٢/ ٣١٢] على كل نبي من الأنبياء تعظيما للرسل وتفريجا لهم بكثرة المطيعين (وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة) أي يعرض عمل كل فرع على أصله القريب أو على كل أصل له إلى آدم وحواء وتقدم حديث: "إن آدم في سماء الدنيا تعرض عليه أعمال ذريته" وهو يؤيد هذا والضمير في قوله (فيفرحون) يحتمل عوده إلى كل ما تقدم من الأنبياء والآباء والأمهات أو إلى الأخير فقط. (بحسناتهم) وفرح الأنبياء لأنه زيادة لهم في أجورهم؛ لأنهم دلوا على الخير وفعل الحسنات فلهم أجر مثل العاملين وفرح الآباء والأمهات أنه يلحق دعاء أولادهم والدعاء لا يقبل إلا من ذوي الحسنات ولأنهم يرجون شفاعتهم. (وتزداد وجوههم بياضًا وإشراقًا) يحتمل أنه في حال العرض، والمراد بها أرواحهم أو في الآخرة والمراد الوجه حقيقة وفيه دلالة أن المعروض عليهم أهل النجاة من عذاب الله لهم لا الذين وجوههم مبيضة مشرقة ويزدادون بحسنات ذريتهم ويحتمل أن فرحهم وزيادة أوجههم في الصفتين لقرار أعينهم بأن أولادهم متصفون بصفتهم من الرضوان وأنهم الجميع من سكان الجنان. (فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم) تقريع على مطوي أي يحزنون بسيئاتهم فيتأذون بها، قال الشارح.

فائدة: العرض عليهم إظهار الله تعالى للأموات عذره فيما يعامل به أحيائهم من عاجل العقوبات وأنواع البليات في الدنيا فلو بلغهم ذلك من غير عرض أعمالهم عليهم لكان وجدهم أشد انتهى.

قلت: هذا في حكمة عرض المعاصي فقط ولا تتم إلا إذا ثبت أنه يطلع الأموات على كل كائنة في الأحياء بعدهم، وليس في هذا الحديث إلا الإخبار بعرض الحسنات والسيئات فإن ثبت من غيره فذاك وإلا كان ذلك من الحكمة

<<  <  ج: ص:  >  >>