للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعلمون". مالك (ق) عن سفيان بن أبي زهير (صح).

(تفتح) بالبناء للمفعول. (اليمن) أي بلادها وسميت يمنًا لأنها عن يمين الكعبة أو الشمس أو باسم يمين بن قحطان. (فيأتي قوم يبسون) بفتح المثناة التحتية مع كسر الموحدة وتشديد السين المهملة وهي سوق بلين أي يسوقون دوابهم إلى المدينة. (فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم) إلى البلاد التي تفتح ويدعوهم إلى سكناها، والمراد أن قوما ممن شهد فتحها إذا رأوا سعة عيشها هاجر إليها ودعوا غيرهم إلى ذلك. (والمدينة) جملة حالية أي مدينته - صلى الله عليه وسلم - التي يخرجون منها. (خير لهم) من اليمن لما فيه من البركات ببركاته - صلى الله عليه وسلم - فهي خير لهم من حظوظ الدنيا الفانية التي يريدونها بالخروج إليها. (لو كانوا يعلمون) أي خيريتها وحذف جوابها أي تعلموا ولا يصح أن تكون للتمني لأنه حينئذ لا يكونون عالمين بخيريتها فلا لوم عليهم والكلام مسوق للومهم ولا لوم على جاهل يتمنى له العلم بما عدل عنه وإنما نزّل - صلى الله عليه وسلم - علمهم مع مخالفته بالعمل منزلة عدمه نظير قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة:١٠٢] مع قوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا} الآية كما عرف في علم البيان.

(وتفتح الشام) سمي به لكونه عن شمال الكعبة والخبر ملوح بأن فتح اليمن قبل الشام وقد كان كذلك فإنه ما فتح من الشام شيء إلا بعد وفاته - عليه السلام -، وقد روى مسلم "تفتح الشام ثم اليمن ثم العراق" (١) وأُوِّلَ بأن ثم ليست للترتيب أو بأنه ما كمل فتح اليمن إلا بعد الشام.

(فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم،


(١) أخرجه مسلم (١٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>