للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) وبقية ألفاظه كما سلف وهو مسوق للإخبار بما يكون من علو الإِسلام وبأنه يفارق المدينة أقوام إلى غيرها وساقه أيضاً للتهجين على من يفارق المدينة. (مالك (ق) (١) عن سفيان) مثلث السين حيث رقع (ابن أبي زهير) وأبو زهير قال ابن حجر (٢): اسمه: القرد بكسر القاف الشنؤي بفتح الشين المعجمة وضم النون وبعدها همزة ويقال الشنأي النمري بفتح النون صحابي حديثه في البخاري (٣).

٣٣٢٨ - "تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم؛ فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره، وجعل غناه في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة وكان الله تعالى بكل خير إليه أسرع". (طب) عن أبي الدرداء.

(تفرغوا من هموم الدنيا) أي فرغوا قلوبكم فإنها محل الهموم الدنيوية والقلب سلطان الإنسان ومستقر الخير وعليه تنزل الواردات الرحمانية وإذا ملئ بهموم الدنيا لم يلم به خير ولا نزلته إغاثة رحمته وكيف وهو متلهب بنيران الهموم ولكنه لما كان البشر جبل على ضعف وسار الهم لا يفارقه قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما استطعتم) إشارة إلى أنه لا يخلو العبد عن الهم وزاده بيانا بقوله: (فإنه من كانت الدنيا أكبر همه) بالباء الموحدة أي أعظم شيء يهتم به فأرشد إلى أنه لا بد من شيء من الاهتمام بها يعفى عنه وقوله: (أفشى) بالشين المعجمة بعد الفاء وآخره ألف. (الله ضيعته) الضيعة كلما كان منه معاش العبد وهي بالضاد


(١) أخرجه مالك (١٥٧٣)، والبخاري (١٨٧٥)، ومسلم (١٣٨٨)، وانظر فتح الباري (٤/ ٩٢).
(٢) انظر: الإصابة (٣/ ١٣٣)، والتقريب (٢٤٤١).
(٣) انظر: الإصابة (٣/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>