للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الألف عن ياء النسبة، ولذا لا يجمع بينهما فلا يقال: يماني بالتشديد إلا أنه قد حكى المبرد والجوهري أنه قد جاء بالتشديد (والحكمة) اختلف فيها على أقوال في شرح مسلم (١) أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى، والباطل، والحكيم كل من له ذلك (يمانية) هو بتخفيف الياء عند جماعة أهل العربية، لما عرفت من أن الألف المزيدة عوض عن ياء النسبة، فلا يجمع بينهما وقد جاء التشديد كما سلف، والحديث فضيلة لأهل اليمن (ق ت عن أبي هريرة) (٢).

٧٦ - " أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام. فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم، ورجس على الكافرين (حم) وابن سعد عن أبي عسيب (صح) ".

(أتاني جبريل بالحمى) الحمى حرارة، غريزية، تشتعل في القلب وينبث منه بتوسط الروح والدم في الشرايين والعروق إلى جميع البدن فيشتعل منه اشتعالاً يضر بالأفعال الطبيعية (والطاعون) المرض العام والوباء الذي يفسد الهواء، فتفسد الأمزجة قاله في القاموس (٣)، ومثله في النهاية (٤)، وقال ابن القيم (٥): التحقيق أن بين الوباء والطاعون عمومًا وخصوصًا، فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعوناً، وكذلك الأمراض العامة أعم من الطاعون فإنه واحد منها، والطاعون خراجات وقروح وأورام رديئة حادثه في المواضع المتقدم ذكرها،


(١) انظر: المنهاج شرح مسلم للنووي (٢/ ٣٣).
(٢) أخرجه البخاري (٤٣٨٨)، ومسلم (٥٢)، والترمذي (٣٩٣٥).
(٣) القاموس المحيط (١/ ٦٩).
(٤) النهاية (٣/ ١٢٧).
(٥) زاد المعاد (٤/ ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>