(هب)(١) عن أنس) من رواية سعيد بن سنان قال الذهبي: ضعفوه وقال الهيثمي: لم يسمع من أنس، وهو الراوي عنه ورواه أبو يعلى باللفظ المزبور وزاد فيه:"وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد" قال المنذري: ورواته رواة الصحيح، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: وبه يعلم أن المصنف لم يصب في إهماله وإيثار رواية البيهقي.
٣٣٧٦ - "التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة". (هـ ك) عن ابن عمر.
(التاجر الأمين) أي فيما يؤتمن عليه من الأموال. (الصدوق) فيما يخوض فيه من الأقوال ويخبر به عن سلع التجارة من العيب وعدمه ويرابح عليه وهاتان الصفتان محمودتان من كل مكلف إلا أن التاجر أحق من اتصف بهما لملابسته ما هو مفتقر إلى ذلك أكثر من غيرهم وقوله: (المسلم) أخر هذه الصفة ترقبا وإيذانا بأن صفة الأمانة والصدق هي الملاحظة أولا وبالذات في حق المخبر عنه وهو التاجر وقوله: (مع الشهداء يوم القيامة) أي في الدرجة والإكرام.
قال ابن العربي: هذا الحديث وإن لم يبلغ درجة المتفق عليه من الصحيح فإن معناه صحيح لأنه جمع الصدق والشهادة بالحق والنصح للخلق وامتثال الأمر المتوجه إليه من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يناقضه ذم التجار في الخبر والإتجار مع تحري الأمانة والديانة محبوب مطلوب لذا كان السلف يقولون اتجروا واكتسبوا فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل بدينه.
(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٤٣٦٧)، وأبو يعلى (٤٢٥٦)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٢٨٤)، وقول الهيثمي في المجمع (٨/ ١٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٠١١)، والصحيحة (١٧٩٥).