للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لحرمان الرزق وذلك ينشأ من ظلمة الشرك والشك فيحرم الرزق فيعذب قلبه ويتعسر أمره، والجسور يقدم لسخاوة نفسه على بذل ما في يده ومنشأه من كمال التوحيد والثقة بوعده تعالى فيسهل عليه أسباب الرزق ببركته فنبه على أن يربح في الدنيا والدين ببركة بذل الدنيا وإخراجها انتهى، واستقرب الشارح المعنى الأول. (القضاعي (١) عن أنس قال العامري) شارح الشهاب: إنه حسن.

٣٣٨١ - "التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا قال: "ها" ضحك منه الشيطان ". (ق ٤) عن أبي هريرة (صح).

(التثاؤب) بفتح المثناة الفوقية فمثلثة فهمز فموحدة هو التنفس الذي ينفتح منه الفم له مع البخار المختنق في عضلات الفم. (من الشيطان) أي من الامتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس واسترخائها وميل البدن إلى الكسل والنوم فأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل على إعطاء النفس حظها من الشهوة أو لأنه يحبه ويحمل عليه لأدائه إلى ترك الخيرات وهو تحذير من التوسع في أسبابه المذكورة لما يتولد عنها من الكسل عن الطاعة. (فإذا تثاءب أحدكم) أي أدرك مبادئ التثاؤب لقوله: (فليرده) أي يدفعه قبل بروزه. (ما استطاع) أي يدافعه قبل وقوعه ويرده بشد فمه عند حدوثه. (فإن أحدكم إذا قال: "ها") مقصور من غير همزة حكايته صوت التثاؤب. (ضحك منه الشيطان) فرحا بموافقة ما يحبه وفعل العبد لأسبابه ولما يتأثر عنه من الكسل عن الطاعة وكل ما يحبه الشيطان قد أمرنا باجتنابه لأنه عدو لنا وإغضاب العدو هو المراد لا تفريحه، واعلم أنهم عدوا من [٢/ ٣٣١] خصائص الأنبياء عليهم السلام أنه ما تثائب منهم أحد ولا احتلم.


(١) أخرجه القضاعي في الشهاب (٢٤٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٠٠)، وقال في الضعيفة (٢٠٢٤): موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>