وحذف في الآخر لدلالة الأول عليه ويحتمل أنه مفعول به لمحذوف أي بيعوا مثلاً من هذه الأشياء. (بمثل) منها ومثله [٢/ ٣٣٥] قوله: (يدا بيد) الأول قيد به نفي الزيادة والثاني لعدم التأجيل واتخاذ النقائض. (فمن زاد) أي أعطى الزيادة وهو الآخذ. (أو استزاد) أي طلبها وهو الرابع. (فقد أربى) أي فعل الربا المنهي عنه وهذا تفرع على التماثل ولم يفرع على النقائض؛ لأن الأول وهو الأكثر في نظر الناس والأغلب في تصرفهم فكان التفريع عليه أهم. (إلا ما اختلفت ألوانه) أي أجناسه وأنواعه لقوله: "في غيره فإذا اختلفت هذه الأجناس". (حم م ن)(١) عن أبي هريرة).
٣٣٩٦ - "التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله تعالى، والعفو لا يزيد العبد إلا عزا، فاعفوا يعزكم الله والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله عَزَّ وَجَلَّ". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن محمَّد بن عميرة العبد.
(التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة) وذلك لأنه يحببه في القلوب ويعظم منزلته في الصدور هذا في الدنيا، وفي الآخرة يرفعه الله لما يعطيه من الأجر على ذلك. (فتواضعوا يرفعكم الله) أي في الدارين وقوله: (والعفو) أي التجاوز عن من أساء للإنسان. (لا يزيد العبد إلا عزاً) لأنه يجعله الله سببا في عزة الدارين في الدنيا يعزه عند العباد وفي الآخرة بالأجر الذي يظهر به عزم فهذا للإشهاد ولذا قال: (فاعفوا يعزكم الله) جعل ثمرة العفو العزة لأن ظاهره أن فيه ذلة للعبد من حيث لم ينتصف لنفسه فأعطاه خيراً مما أراد ومثله في الأول. (والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة) سيأتي في قوله: "ثلاث أقسم عليهن" وقال الشارح: يعني أنه يبارك فيه وتندفع عنه المفسدات فينجبر نقص الصورة بذلك. (فتصدقوا يرحمكم الله) كأن مقتضى الظاهر
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٣٢)، ومسلم (١٥٨٨)، والنسائي (٧/ ٢٧٣).