(ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود) أي من أتاه الله إياهن ووفقه لفعلهن فقد أوتي الشكر كشكر آل داود - عليه السلام - المأمور به في قوله تعالى:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً}[سبأ: ١٣] كما دل عليه صدر الحديث قال راويه أبو هريرة: "إنه خطب - صلى الله عليه وسلم - وتلا هذه الآية:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} فذكره، وفيه أن الله أمرهم بالشكر وأتاهم إياه ووفقهم له (العدل) هو التوسط في الأمور بين طرفي الإفراط والتفريط في حال الغضب وحال الرضا فلا يستفزه الغضب فيجور على من يغضب عليه أو مطلقا بحيث يسلبه غضبه من تمييزه الحق من الباطل ولا يميل به رضاه عن من يحكم له أن يجور على خصمه أو مطلقاً بحيث يسلبه رضاه النباهة عن المحق من المبطل فيكون فعله تبعاً للنفس لا للحق وهذا أمر عزيز استواء المرء في حالتي رضاه وغضبه، ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا"، (والقصد) هو العدل في الإنفاق فلا إسراف ولا تقتير. (في الغنى والفقر، وخشية الله تعالى) أي خوفه. (في السر والعلانية) أي حال سره وعلنه فلا يفترق السر والعلن في ذلك، وفيه أن من أتى بهذه الصفات فقد شكر ما أنعم الله به عليه. (الحكيم (١) عن أبي هريرة).
٣٤١٧ - "ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق، ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له". (طس) عن أنس.
(ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق) تقدمت كلها. (ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له) أي لم يتناول غير حقه، يقال تعاطيت الشيء إذا تناولته وتقدم الكلام في الأولتين
(١) أخرجه الحكيم في نوادره (٢/ ٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٣٩).