الآيات إلا أنه قد ثبت من حديث ابن مسعود أن البعض في الآية يريد به (طلوع الشمس من مغربها) فلعل هذا الحديث وقع منه - صلى الله عليه وسلم - قبل إعلام الله له أن البعض طلوع الشمس، وقوله:(لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) هذا لفظ قرآني واختلف في العطف وتقريره أي ظاهر الآية أنه لا ينفع نفساً كافرة بعد ظهور الآية، كسبت عاطف على آمنت، والإيمان فإنه لا يقبل منها ولا نفساً مؤمنة لم تكسب خيراً قبله، قال جار الله (١): فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيراً ليعلم أن قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يلزم أن لا ينفع الكسب المتأخر عن الآية ما لم يتقدم مثله قبلها وهو جمع بين قرينتين لا ينبغي أن تنفك إحداهما عن الأخرى حتى يفوز صاحبهما ويسعد وإلا فالشقوة والهلاك، انتهى.
واعلم أنه: قد استشكل كلامه لأنه صريح في أن الإيمان المجرد عن العمل قبل ظهور الآية لا ينفع وقد دلت الآيات والأحاديث الواردة بأن مجرد الإيمان ينفع ويؤثر النجاة من العذاب ولو بعد حين كما هو مذهب أهل السنة؛ ولأن نفيه لا يصح على مذهب جار الله وهو الاعتزال لأن الإيمان المجرد قد رفع صاحبه عن حضيض الكفر في أحكام الدنيا والآخرة ألا ترى أنه لا يعامل في الدنيا معاملة الكفار ولو بعد طلوع الآية وكذلك عذابه في الآخرة دون عذاب الكفار فقال سعد الدين في حواشي الكشاف: إن الآية من باب السلف التقديري أي لا ينفع نفساً إيمانها ولا كسبها في الإيمان ما لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فيه فيوافق الآيات والأحاديث الواردة بأن الإيمان المجرد ينفع يلزم أن لا ينفع