للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هـ) (١) عن أبي هريرة).

اعلم أن الحديث قد رواه البخاري في صحيحه ولكن بدون لفظ: "ومن كنت خصمه خصمته" وهو عنده حديث قدسي، ولفظه عن الله تبارك وتعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا ثم أكل ثمنه ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره".

٣٤٧٩ - "ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد، والرحم تنادي: صل من وصلني، واقطع من قطعني، والأمانة". الحكيم ومحمد بن نصر عن عبد الرحمن بن عوف.

(ثلاثة تحت العرش يوم القيامة) قال القاضي (٢) هو عبارة عن اختصاص هذه الثلاثة، من الله تعالى بما كان يقرب منه واعتبار عنده بحيث لا يضيع أجر من حافظ عليها ولا يهمل مجازاة من ضيعها فأعرض عنها كما هو حال المقربين عند السلطان والواقفين تحت عرشه فإن التوسل بهم وشكرهم وشكايتهم لها له تأثير عظيم عنده انتهى. (القرآن) هو أول الثلاثة. و (له ظهر وبطن) قيل: أنها جملة حالية من ضمير القرآن الذي في خبره وهو نجاح العباد وقيل بل اعتراضية تنبه السامع على جلالة شأن القرآن وامتيازه عما سواه. (وهو يحاج العباد) أي يخاصمهم في ما أضاعوه من العمل بما فيه والقيام بحق ظاهره وباطنه.

واعلم أنه قد اختلف في المراد بظهره وبطنه، فقال ابن الأثير (٣) وغيره: ظهره لفظه وبطنه معناه أو ظهره ما ظهر تأويله وبطنه ما بطن تفسيره، أو ظهره تلاوته وبطنه تفهمه، أو ظهر استوى المكلفون فيه من الإيمان والعمل بمقتضاه


(١) أخرجه البخاري (٢٢٢٧ - ٢٢٧٠)، وابن ماجه (٢٤٤٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١١٢).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٣٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>