الراضي بمولاه ومن رضي:(بالإِسلام ديناً)[٢/ ٣٦١] فلم يؤثر شيئاً يخالفه ولا ترك أمرا دعاه إليه (و) إذا رضي: (بمحمد رسولاً) من ربه آمن به وبكل ما جاء به ودل على أنه أراد ذلك قوله: (والرابعة لها من الفضل) أي على ما ذكر من الثلاث. (كما بين السماء والأرض) كأنه أراد له درجة بالجنة إذ مسافة درج الجنة كما بين السماء والأرض كما ستأتي: (وهي الجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) فإن المراد به الفعل نفسه، إن قيل: قد دخل في الإِسلام، قلت: نعم لكنه لما كان أشق الواجبات على النفس لأن فيه ذهابها أفرده إن قلت فهو أفضل من التوحيد والإِسلام، قلت: يحتمل أنه لم يرد تفضيله عليهما بل ذكر فضله في نفسه لما فيه من المشقة. (حم)(١) عن أبي سعيد).
٣٤٩٢ - "ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة تلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عليها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق". (ك) عن سعد.
(ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاوة فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك) تقدمت الثلاث هذه في قوله: "ثلاث من نعيم الدنيا" والمراد أنها من دليل سعادة المرء في دنياه ودينه لأن هذه الثلاثة حصولها له من أسباب رضاه وشكره فإذا أعجبته زوجته وخَلقها وخُلقها وبأمانتها وحفظها لنفسها وماله أغنته عن طموح النفس إلى غيرها
(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٤)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٨٤)، والضعيفة (٣٤٤٣).