للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن الله تعالى أمر بإكرامهم فتارك أمرا فيه منافق وهم: (ذو الشيبة في الإسلام) لا الشايب في غيره فإنه لا حق له به بل إهانته مرادة لذهاب عمره في معصية الله تعالى. (ومعلم الخير) أي يعلم الناس الخير أي علم الشريعة وهو علم السنة والكتاب لا غيره، ثم المراد العامل لا الخليع فإنه لإهانته حق العلم لا حق له وأحسن من قال:

قالوا فلانٌ عالم فاضل ... فعظموه مثل ما يقتضي

فقلت لما لم يكن ذا تقىً ... تعارض المانع والمقتضي (١)

(والإمام المقسط) أي العادل في رعيته. أبو الشيخ (٢) في التوبيخ عن جابر قال الشارح: إنه ضعيف ولم يبين وجهه، لكن قالوا له وللذي قبله شواهد منها ما رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يوسع المجلس إلا لثلاثة لذي علم لعلمه [٢/ ٣٦٧] ولذي سلطان لسلطانه ولذي سن لسنه" (٣) وعن كعب قال: نجد في كتاب الله تعالى أن يوسع في المجلس لذي الشيبة المسلم والإمام العادل ولذي القرآن ونعظمهم ونوقرهم ونشرفهم.

٣٥١٩ - "ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر". (طب) عن أبي أمامة.

(ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً) أي توبة أو نافلة أو وجها يصرف عن نفسه العذاب. (ولا عدلاً) أي فريضة وقيل فدية يعني لا يقبل الله قبولاً يكفر به عنه هذه الخطيئة وإن كان قد تكفرها طاعات أخر. (عاق، ومنان،


(١) الأبيات منسوبة لابن دقيق العيد.
(٢) أخرجه الرافعي في التدوين (١/ ١٨٦)، والخطيب في تاريخه (٨/ ٢٧)، وتاريخ دمشق (٤٣/ ٤٥٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٦٠٠)، وقال في الضعيفة (٣٢٤٩): منكر.
(٣) أخرجه الديلمي في الفردوس (٨٠٢٣)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>