للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل مائه في الفلاة) بالفاء والقصر الأرض الخالية. (يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله له لأخذها بكذا وكذا) هو نوع من تنفيق السلعة باليمين غير الأول وبه يعلم أنه ما أراد تنفيقها باليمين الكاذبة خصوص يمين. (فصدقه) فيما حلف عليه وظاهره أنه لا وعيد إذا لم يصدقه. (وهو على غير ذلك) أي والحال أنه على غير ما حلف عليه. (ورجل بايع إماماً) قال الخطابي (١): الأصل في المبايعة للإمام أن يبايع على أن يعمل بالحق ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر انتهى فقوله: (لا يبايعه إلا لدنيا) أي لا يقصد بها إلا تحصيل مال معه أو جاه لا يقصد له غير ذلك، وفيه أنه لو قصد ذلك منضما إلى ما يقصد به البيعة لجاز له وفي قوله: (فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف) ما يدل على أنه لو بايعه للدنيا لا غير ثم وفي له سواء أعطاه أو منعه على أنه لا يشمله الوعيد وإن كان آثماً بسوء مقصده. (حم ق٤) (٢) عن أبي هريرة).

٣٥٢٥ - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر". (م ن) عن أبي هريرة (صح).

(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) وتقدم بيان أن الزنى من الشيخ والاستكبار من الفقير أشد قبحاً فيهما من غيرهما، وأما الملك الكذاب فقال


(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٠٣).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٢٥٣)، البخاري (٢٣٥٨، ٣٦٩، ٧٢١٢، ٧٤٤٦)، ومسلم (١٠٨)، وأبو داود (٣٤٧٤)، والترمذي (١٥٩٥)، والنسائي (٣/ ٤٩٢)، وابن ماجه (٢٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>