يتصدق عليه ثم ألهمة إخراج الصدقة وجعل يده العليا التي هي خير من السفلى فهذه نعم عديدة يجب شكرها فإن الذي خصصه بها ولم يجعله هو السائل قد من عليه منة عظيمة وأنعم عليه نعمة جسيمة فلا يبدل نعمة الله كفراً، والثاني: اعتداده على من أعطاه بما أعطاه فإنه في الحقيقة ما أعطى إلا شيئاً لنفسه ليحرز به الأجر وقد أعانه قابله وسائله بكسبه للأجر فإنه لا يتم له الثواب إلا بقبول السائل فالمسائل منّة عليه أيضا ثم إنه بمنه تعرض لإبطال الأجر وإتلاف المال فإنه أضاعه بمنّته لم يبق له أجر ولا ذكر وكلاهما منهي عنهما فلذا عظم وعيده وضمه الشارع فيه إلى: (المسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر) قال الطيبي: جمع الثلاثة في قرن لأن المنان إنما منَّ بعطائه لما رأى من فضله وعلوه على المعطى له والمسبل إزاره هو المتكبر الذي يترفع بنفسه على الناس ويحط منزلتهم ومدمن الخمر يراعي لذة نفسه ويفخر حال السكر على غيره ويتيه والحاصل من المجموع عدم المبالاة بالغير. (طب)(١) عن ابن عمر قال الهيثمي: رجاله ثقات.
٣٥٢٨ - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه". (طب هب) عن سلمان.
(ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط) بضم الهمزة مصغر والشين المعجمة من الشمط وهو الشيب والشمطان الشعرات البيض (زان) وذلك لأنه لا عذر له على إتيانه الفاحشة إذ الشباب قد ولّى وكان شعبة من الجنون فإقدام الشباب فيه له بعض المعذرة وإن كان
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٩٠) (١٣٤٤٢)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٨/ ١٤٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٦٠٤)، والضعيفة (٣٤٥٠).