عاصياً إلا أن درجات العصيان تتفاوت، فالشيخ الزاني أشد عذاباً وأمقت عند الله فإن شهوته ضعيفه وقوته منحطة فإذا زنى فما هو إلا أنه مجبول على الفساد وأنه صار وصفا ذاتيا له مستلزماً لقبائح النتائج، ثم أنه قد لا يوفق للتوبة وفي اللفظ إعلام بأنه صغره مع أن الشمط أوائل الشيب بأن أدنى الشيب يستحق به الوعيد. (وعائل) وتقدم أنه بالمهملة الفقير. (متكبر) هو الذي يتعاطى الكبر ويتطلبه قال القونوي: الكبر ينقسم إلى قسمين: ذاتي وصفاتي فالتكبر الصفاتي محصور في موجبتين المال والجاه فالتكبر وإن كان قبيحا شرعا وعقلاً لكن لأصحاب المال والجاه فيه صورة عذر، وأما عادمهما إذا تكبر فلا عذر له بوجه فالتكبر إذن صفة ذاتية له فلا جرم ينتج نتيجة رديئة. (ورجل جعل الله بضاعته) بفتح الاسمين مفعولاً جعل وفاعله ضمير الرجل لما كان: (لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) فكأنه جعل ربه نفس بضاعته وفيه من تهجين حاله ما لا يخفى كأنه ما شرى إلا ربه وما باع إلا خالقه ويأتي فيه ما سلف من أنه صار الحلف له صفة ذاتية حيث يقسم في كل محل احتاج إليه فيه أو لا. (طب هب)(١) عن سلمان قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني في الثلاثة: رجاله رجال الصحيح.
٣٥٢٩ - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان، ورجل اتخذ الإيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل، وفقير مختال يزهو". (طب) عن عصمة بن مالك.
(ثلاثة لا ينظر الله إليهم غداً) أي في الآخرة يسمى غدا وهو اليوم الذي بعد يومك للإعلام بأن مدة الدنيا كأنها يوم واحد ومنه: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ٢٤٦) (٦١١١)، والأوسط (٥٥٧٧)، والصغير (٨٢١)، والبيهقي في الشعب (٧٨٠٣)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٤/ ٧٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٠٧٢).