للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عدّه الذهبي في الضعفاء، قال: أبو عروبة ليس بمؤتمن على دينه (١)، وجزم ابن الجوزي بوضعه، فإن سلم عن الوضع فهو ضعيف شديد الضعف.

١٠١ - " اتخذوا الديك الأبيض؛ فإن دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان، ولا ساحر، ولا الدويرات حولها (طس) عن أنس (ض) ".

(اتخذوا الديك الأبيض) بكسر المهملة يجمع على ديوك، وأدياك، وديكة كقردة، وقد يطلق على الدجاجة ويأتي فيه أحاديث (فإن دارًا فيها ديك أبيض لا يقرّبها شيطان ولا ساحر) أي لا يضر أهلها سحره، ولا يقربها أصلاً (ولا الدويرات حولها) كأن المراد إلى أربعين جارًا كما في الجار، ويحتمل: ما حولها منتهى سماع صوت الديك، وقد أخرج أبو القاسم علي بن أحمد بن عبد القدوس الكوفي في "فوائده" عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: أخبرني واقد أنَّ جنيًّا عشق جارية لا أعلمه إلا قال منهم، أو من آل عمر، قال: وكان في دارهم ديكًا فكلما جاءها صاح الديك فهرب، فتمثل في صورة إنسان ثم خرج، فلقي بعض شياطين الإنس، فقال: له اذهب فاشتري لي ديك بني فلان، بما كان وائت به في مكان كذا، فذهب الرجل فأغلاهم في الديك، فباعوه، فلما رآه الديك صاح، فهرب وهو يقول: اخنقه فخنقه حتى صرع الديك، فجاءه فحز رأسه فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى صرعت الجارية، وروى ابن الجوزي في كتاب العرائس ما يناظرها.

فائدة: ذكر بعض الحفاظ أن أهل التجربة ذكروا أن الديك الأبيض الأفرق إذا ذبح لم يزل الرجل ينكت في ماله.

واعلم أن الحديث دال على أن للسحر حقيقة، وإليه ذهب أئمة التحقيق، وخالف فيه جماعة، وقالوا: لا حقيقة له، قال القرافي (٢): السحر اسم وقع على


(١) انظر: ميزان الاعتدال (١/ ١١٦).
(٢) هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن (٦٢٦ - ٦٨٤) هـ. أبو العباس شهاب الدين القرافي: أصله من=

<<  <  ج: ص:  >  >>