للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدينية والشيم المرضية التي بها شرف الدارين. (حم ت هـ ك) (١) عن سمرة) قال الترمذي: صحيح وقال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي لكنه قيل: إنه من حديث الحسن عن سمرة وقد تكلموا في سماعه منه.

٣٨٠١ - "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار". (هـ) عن أنس.

(الحسد) المذموم الذي هو في الحقيقة سخط لقضاء الله واعتراض عليه. (يأكل الحسنات) أي يستهلكها كما يستهلك الآكل ما يأكله. (كما تأكل النار الحطب) أي كما تذهبه وتفنيه قال الطيبي: الأكل هنا استعارة لعدم القبول وأن حسناته مردودة عليه وليست بثابتة في ديوان عمله الصالح حتى يحبط انتهى، قال الغزالي: الحسد هو المفسد للطاعات الباعث على الخطيئات وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من العلماء فضلا عن العامة حتى أوردهم النار وحسبك أن الله سبحانه أمر بالاستعاذة من شر الحاسد كما أمر بها من شر الشيطان، وينشأ عن الحسد إفساد الطاعات وفعل المعاصي من الشرور والعجب والهم بلا فائدة وعمى القلب حتى لا يكاد يفهم حكماً من أحكام الله تعالى والحرمان والخذلان فلا يكاد يظفر بمراد حزن دائم وعقل هائم وغم لازم، وقد استدل بالحديث على أنه من الكبائر وأنه يحبط الحسنات وأجاب من لا يرى إحباطها بأنه سبب لأن يفعل الحاسد بالمحسود فعلا من إتلاف نفسه أو ماله يفضي به إلى أن يصرف حسناته بأسرها إليه عوضا عما أساء به إليه.

قلت: وفي كلام الطيبي السابق قريبا جواب عن هذا غير ما ذكر وهو أنه أفاد


(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٠)، والترمذي (٣٢٧١)، وابن ماجه (٤٢١٩)، والحاكم (٢/ ١٧٧، ٤/ ٣٦١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>