للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مدعو إليها ومنها، أنَّ المشابهة في الأفعال تسرق الطبع إلى من يشابهه، وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى لأنه إذا نهي عن مشابهتهم في هذا، علم أن النهي في غيره بالأولى (١) (هب خط (٢) فر عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وضعفه البيهقي وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح.

١٠٨ - " أَتَرْعَونَ عن ذكر الفاجر أن تذكروه؟ فاذكروه يعرفه الناس (خط) في رواة مالك عن أبي هريرة".

(أترعوون) من ورع يرع كوعد يعد أي اتقي من الورع، محرك الراء، وهو التقوى والمعنى أتتورعون (عن ذكر الفاجر) بوصف فجوره تحذيرًا منه، ونصيحة للناس إذا تورعتم (أن تذكروه) فمتى يعرف فجوره الناس فيحذروه (فاذكروه) أي الفاجر، أمر بذكر فجور الفاجر للتحذير منه كما دل له ما يأتي في الأحاديث (يعرفه الناس) مجزوم جواب الأمر أي فلا يغتر به الجاهل بحاله، ومن هنا اتفق الناس على القدح في رواة الأخبار، وفي الشهود، وبنيت عليه كتب التخريج، فمن عرف فاجرًا وجب عليه ذكر فجوره، لئلا يغتر به الناس في شيء من الأمور التي لا يقبل فيها، فإذا كان قد عرف فجوره فلا فائدة في ذكره ولا في التفكه بعرضه والامتلاء من لحمه (خط في رواية (٣) مالك عن أبي هريرة) سكت


(١) قلت: والمراد: أجمعوا الماء الذي تغسولن به أيديكم في إناء واحد تميلئ فإن ذلك مستحب ولا تريتوه قبل امتلائه كما تفعل المجوس.
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب (٥٨٢٠) وقال: إسناد ضعيف، والخطيب في تاريخه (٥/ ٩) وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ٣٢٥)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٦٦٨)، هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رواته ضعفاء ومجاهيل، قال المناوي (١/ ١١٥) قال العراقي: إسناده لا بأس به ..
وقال الألباني في ضعيف الجامع (١٠٢) والسلسلة الضعيفة (١٥٥٢): ضعيف جدًّا.
(٣) أخرجه الخطيب في الجامع (١/ ٣٢٨)، وأخرجه البيهقي في السنن (١٠/ ٢١٠)، وقال: فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري وأنكره عليه أهل العلم بالحديث، وكذلك أبو بكر=

<<  <  ج: ص:  >  >>