(خذ حقك في عفاف) أي عف عن الحرام وسوء المطالبة وإطلاق اللسان بما لا يحل وهو خطاب لرجل مر به - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقاضى رجلًا وقد ألح عليه فقاله وهو إرشاد إلى حسن التقاضي وأن لا يطلق من القول ما يفحش وإلا فقد تقدم أن لصاحب الحق مقالا أو قبل أن يطاوله غريمه. (واف أو غير واف) كان الظاهر نصبه على الحالية من حقك أي خذه حال كونه وافيا لسماحة نفس المعطي أو حال كونه غير واف لسماحتك فيحتمل أنه على ما سلف من كتب المحدثين القدماء للمنصوب بغير ألف إلا أنه بعيد هنا ويحتمل أنه استئناف حذف صدره أي وهو واف أو واف وهي جملة حالية أيضاً، ومراد الحديث الأمر بالمسامحة من الآخذ وعدم التقضي بقبيح القول، أخرج العسكري عن الأصمعي قال: أتى أعرابي قوما فقال لهم: هل لكم في الحق أو فيما هو خير من الحق، قالوا: وما خير من الحق؟ قال: التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله، وهذا الحديث يعد من الأمثال. (هـ ك)(١) عن أبي هريرة) وصححه الحاكم، وقال الحافظ الزين: إسناده حسن، (طب) عن جرير) قال الهيثمي: فيه داود بن عبد الجبار وهو متروك.
٣٨٧٣ - "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة". (ت ك) عن ابن عمرو.
(خذوا القرآن) أي تعلموه: (من أربعة) اثنان من المهاجرين واثنان من الأنصار. (من ابن مسعود، وأبي بن كعب) وهما المهاجران. (ومعاذ بن جبل،
(١) أخرجه ابن ماجه (٢٤٢٢)، والحاكم (٢/ ٣٨) عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير (٢/ ٣١١) (٢٢٩٥)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٤/ ١٣٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٨١٧).