وسالم مولى أبي حذيفة) وهما أنصاريان أمروا بالأخذ عنهم لأنهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبط وإتقان ولا يلزم منه أنه لا يكون غيرهم شاركهم في حفظه في ذلك الوقت لأنه مفهوم عدد لا اعتبار به وقول الكرماني: إنه إعلام بأن الأربعة ينفردون بعده - صلى الله عليه وسلم - بذلك، قد رُدّ بأنه قد مهر في القرآن بعده - صلى الله عليه وسلم - جماعة كثيرون. (ت ك)(١) عن ابن عمرو) قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى وقد أخرجه البخاري بلفظ: "خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب" قال الشارح: ترك المصنف بنسبته إليه [البخاري] غفلة.
٣٧٧٤ - "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتَّى تملوا". (ق) عن عائشة (صح).
(خذوا من العمل ما تطيقون) سببه عن عائشة قالت: ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة لا تنام الليل فذكره، وهو إرشاد إلى عدم الإيغال في الأعمال كما سلف والمراد لا تكلفوا ما لا تطيقون فإنكم لابد وأن تملوا لما تقدَّم من أن لكل شرة فتره وقوله:(فإن الله لا يمل حتَّى تملوا) تعليل لمطوي أي فإن مللتم فإنَّ الله لا يمل عن قبول الأعمال كلما اجتهدتم ولا يعرض عن الإثابة كما تعرض ملوك الدنيا وتمل، والملل فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة الشيء فيورث الكلال في الفعل وهو محال في حقه تعالى لكنه عبر به للمشاكلة من باب نسوا الله فنسيهم ويكفيها الإشارة إلى الاجتهاد في العمل الذي يطاق ودفع إيهام طلب التقلل من الطاعات فإن معناه اعملوا المطاق لكم منها فإن من عملتم لوجهه دائم الإقبال بالمكافأة فهو يلاقي معنى فأوغل فيه برفق في أنه