للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورحمة الله، فزادوه: "ورحمة الله" فكل من يدخل الجنة على صورة آدم في طوله ستون ذراعا، فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن". (حم ق) عن أبي هريرة (صح).

(خلق الله آدم على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم يتفاوت هيئته بخلاف بنيه فإن كلا منهم يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما وأعصاباً عارية ثم يكسوها لحما ثم حيواناً مخبأ لا يأكل ولا يشرب ثم يكون مولودًا رضيعاً ثم طفلاً مترعرعاً ثم مراهقاً ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا، والمعنى: خلق الله آدم أي صوّره أو نفخ فيه الروح حال كونه على صورته التي هو عليها وفي قوله: (وطوله ستون ذراعًا) ما يدل على ذلك ويدل له أيضاً ما في رواية أحمد ولم ينتقل أطوارا كذريته والمراد بذراع نفسه، قال ابن حجر: وروى عبد الرزاق "أن آدم لما أهبط إلى الأرض كان رجلاه في الأرض ورأسه في السماء فحطه الله إلى ستين ذراعاً" (١) فظاهره أنه كان مفرط الطول في ابتداء فطرته، وظاهر هذا الحديث أنه خلق ستين ذراعا ابتداء وهو المعتمد. (ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر) وذلك بعد أن علمه تعالى السلام. (وهم نفر من الملائكة جلوس) هذا مدرج من كلامه - صلى الله عليه وسلم - لا من كلام الله تعالى بيانا لهم، قال ابن حجر: لم أقف على تعيينهم. (فاستمع ما يجيبونك) بالجيم من الإجابة وبالحاء المهملة ومثناة مشددة من التحية. (فإنها) أي الذي يجيبونك به وأنثه باعتبار تحية أوقاتها أي المذكورة باعتبار أنها جملة من الابتداء أو الجواب. (تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله) فيه جواز حذف الواو في الرد وقدمنا البحث في ذلك في الجزء الأول.


(١) أخرجه عبد الرزاق (٩٠٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>