للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فزادوه ورحمة الله) قال القرطبي (١): قد دل هذا الخبر على تأكيد السلام وأنه من الشرائع القديمة التي كلف بها آدم عليه السلام ثم لم تنسخ في شريعة انتهى. (فكل من يدخل الجنة) أي من نبيه. (على صورة آدم) حسنًا وضاحة ولونا، وفي "مثير الغرام في زيارة القدس والشام": أن آدم - عليه السلام - كان أمرد وإنما حدثت اللحية لولده وكان أجمل البرية وعند ابن أبي الدنيا عن أنس يرفعه: "أنهم يدخلون الجنة على طول آدم وعلى حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة" (٢). (في طوله ستون ذراعاً) قال السمهودي: ما ذكر من الصفات من طول آدم وغيره ثابت لكل من يدخل الجنة كما تقرر فيشمل من مات صغيرا بل جاء ما يدل على ثبوت ذلك في السقط وروى البيهقي (٣) بسند حسن عن المقدام: "ما من أحد يموت سقطًا ولا هرمًا وأنحاء الناس فيما بين ذلك إلا بعث ابن ثلاث وثلاثين فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب، ومن كان من أهل النار عظم كالجبال (٤). (فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن) أي فإنه انتهى نقصها واستقرت على هذه الأشكال المختلفة اختلافاً يسيراً، قيل: هذا مقدم في الترتيب على قوله: فكل من يدخل الجنة إلى آخره، قال ابن حجر (٥): هذا يشكل بما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قامتهم لم تكن مفرطة في الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب المألوف وعهدهم قديم والزمان الذي بينهم


(١) فيض القدير (٣/ ٤٤٦).
(٢) الأحاديث المائة لابن طولون (٩٤).
(٣) أخرجه في البعث والنشور (ص: ٤٣٧).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٨٠) ٦٦٣) ومسند الشاميين (١٨٣٩).
(٥) فتح الباري (٦/ ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>