للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المشهور ويحكى كسرها، قال الطيبي: فإن قيل فما فائدة التقييد بقوله: "إذا فقهوا" لأن كلَّ من أسلم وكان شريفاً في الجاهلية خير ممن ليس له شرف، فيها سواء فقه أم لا، قلنا: ليس كذلك فإن الإيمان يرفع التفاوت المعتبر في الجاهلية فإذا تحلى الرجل بالعلم والحكمة واستجلب النسب الأصلي فيجتمع شرف النسب مع شرف الحسب وفهم منه أن المسلم الوضيع المتحلي بالعلم أرفع منزلة من المسلم الشريف العاطل فمعناه أن من اجتمع له خصال شرف من الجاهلية من شرف الآباء ومكارم الأخلاق وصنائع المعروف مع شرف الإِسلام والفقه منه فهو الأحق بهذا الاسم، ذكره القرطبي. (خ) (١) عن أبي هريرة) قال: قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم" قالوا ليس عن هذا نسألك قال [٢/ ٤٥٦] قال: "فيوسف نبي الله ابن نبي الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فمن معادن الناس" ثم ذكره.

٣٩٧٢ - "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة". (د هق) عن ابن عباس.

(خياركم ألينكم مناكب في الصلاة) جمع ليّن كبيّن أي ألزمكم للسكينة والوقار والخضوع والخشوع، وقيل: أراد من لا يمتنع لضيق المكان على مريد الدخول في الصف قال ابن الهمام: وبهذا يعلم جهل من يستمسك عند دخول داخل بجنبه في الصف ويظن أن فسحه له ربما تسبب عنه أنه يتحرك لأجله بل ذاك إعانة على إدراك الفضيلة وسد الفرجات في الصف، قال البيهقي: معنى خياركم: يريد أن فاعل ذلك من خيار المؤمنين لا أنه خيارهم إذ قد لا يوجد لين المنكب فيمن غيره أفضل نفسًا ودينًا وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال


(١) أخرجه البخاري (٣١٧٥، ٣١٩٤، ٣٢٠٣، ٤٤١٢)، ومسلم (٢٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>