للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٣٩ - "خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصروا وأفطروا". (طس) عن جابر.

(خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا) جاء بـ: "إذا" لأن الإساءة متحققة من العباد والخيرية من حيث الاستغفار وعدم الإصرار. (وإذا أحسنوا استبشروا) لما قدمناه غير مرة. (وإذا سافروا قصروا) الرباعية. (وأفطروا) الواجب لأن الله يحب إتيان رخصه، وتقدم أنه استدل به من لا يرى وجوب الأمرين. (طس) (١) عن جابر) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة.

٤٠٤٠ - "خير أمتي أولها، وآخرها، وفي وسطها الكدر". الحكيم عن أبي الدرداء.

(خير أمتي أولها وآخرها) المراد زمان المسيح كما صرح به الحكيم في روايته لهذا: "ولن يخزي الله أمة أنا أولها وآخرها المسيح" قال الحكيم: فالميزان لسانه في وسطه وباستواء الطرفين والكفتين يستوي اللسان ويقوم الوزن فجعلت أوائل هذه الأمة وآخرها {يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: ١٥٩] فهذا الوسط الأعوج ينجو لهاتين الكفتين المستقيمتين انتهى.

قلت: وبهذا الحديث يعلم أن المراد بقوله في ما سلف: "ثم يجيء قوم لا خير فيهم" لا يراد به إلا القرن من وسط الذي عبر عنه هنا بقوله: (وفي وسطها الكدر) بفتح الكاف والدال المهملة وهو عدم الصفو وتغير الماء الصافي بنحو الأوساخ وفيها أنها تغير صافي دينها مع بقاءه، وأما حديث: "أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره" (٢) فالمراد بالأول الأول الإضافي وهو من بعد القرن


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦٥٥٨)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٢/ ١٥٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٩٠١)، والضعيفة (٣٥٧١).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٨٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>