للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

محذوف تقديره: اعدلوا بينهم عدلاً مشابهًا لمحبتكم برهم، أي كما أنكم تحبون أن يكونوا في برهم بكم على نهج واحد، بالغ أحسن درجات البر، كذلك اعدلوا بينهم عدلًا واحداً، وعاملوهم معاملةً يحبون أن يعاملوكم بها، فإنكم إذا فضلتم أحدهم انكسرت نفس المفضل عليه، وأحرجتم صدره فكما لا يرضيكم صدور مثل هذا عن أحد منهم إليكم، كذلك لا يصدر منكم إليهم، ويحتمل أن الكاف للتعليل أي اعدلوا لأجل أنكم تحبون أن يبروكم أي العدل بينهم سبب لبرهم بكم، فبالعدل يحصل ما تريدون من برهم، وعدم العدل سبب للقطيعة والعقوق ويناسبه ما يأتي من حديث: "رحم الله من أعان ولده على بره" (١) وسبب الحديث: أن بشيرًا والد النعمان أنحله غلامًا ثم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهده على ذلك فقال له: "أكل ولدك نحلته" قال: لا، قال: "أما أنا لا أشهد على جور" وله ألفاظ عديدة قد استوفيناها "في المسائل المهمة فيما يعم به البلوى وحال الأمة"، وبينا أن الحديث دليل على تحريم تخصيص بعض الأولاد بالهبة دون بعض، وقد بسطنا القول في ذلك وقررناه في حواشي شرح العمدة وحواشي ضوء النهار (طب (٢) عنه) أي عن النعمان، رمز المصنف لصحته.

١٢٣ - " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة (ع ك) عن أنس" (صح).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٢١٩)، وذكره الألباني في الضعيفة برقم (١٩٤٦).
(٢) لم أجده عند الطبراني، وعزاه المناوي (١/ ١٢٧) (٢٢٤) والعجلوني في كشف الخفاء (١/ ٤٣) والحسيني في البيان والتعريف (١/ ٢٣) للطبراني، وقد أورده أسلم الواسطي في تاريخ واسط (ص ١٢٥)، لفظه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٢١) ثم تراجع وصححه في الصحيحة (٣٩٤٦)، وهو في الصحيحين بدون لفظ: "كما تحبون أن يبروكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>