(دعوة ذي النون) أي الحوت وصاحبه يونس لأنه التقمه فنسب إليه. (إذ) أي حين. (دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) تقدم أنه جمع فيها نفي كل إله وإثباته تعالى إلها وتنزيهه عن كل قبيح والإخبار عن نفسه بأنه اتصف بالكينونة من جملة الظالمين لأنفسهم مؤكدا لإخباره والإخبار في هذا الموضع تنزيهه القادر على كل شيء فيه كمال الإيمان والإخلاص، قال الحسن: ما نجا إلا بإقراره على نفسه بالظلم وإنما قبل منه ولم يقبل من فرعون حيث قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ}[يونس: ٩٠] لأن يونس ذكرها في الحضور والشهود وفرعون [٢/ ٤٩٤] ذكرها في الغيبة تقليدًا لبني إسرائيل ذكره الرازي. قلت: بل لأنه كما قال الحسن: إنما نجا بالإقرار على نفسه بالظلم ولم يكن ذلك من فرعون. (لم يدع بها رجل مسلم) أو امرأة مسلمة في شيء قط. (إلا استجاب الله له) فإن قيل هذا ذكر لا دعاء قلنا هو ذكر يفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء وهو كما ورد من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. (حم ت ن ك هب) والضياء (١) عن سعد)، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي وهو من رواية إبراهيم بن محمَّد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده.
٤١٨٨ - "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه". الطيالسي عن أبي هريرة (صح).
(دعوة المظلوم) في ماله أو نفسه أو عرضه. (مستجابة) فاجتنبوا ظلمه. (وإن كان فاجرا) يشمل الكافر والفاسق ما لم يكن عنده لأحد مظلمة مثل مظلمته كما تقدم في حرف الخاء المعجمة. (ففجوره على نفسه) أي يختص به عقابه فلا
(١) أخرجه أحمد (١/ ١٧٠)، والترمذي (٣٥٠٥)، والحاكم (١/ ٦٨٤)، والبيهقي في الشعب (٦٢٠)، والضياء في المختارة (١٠٤٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٣٨٣).