للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أي أشدكم خيانة (من طلب) أي من الأمر (العمل) على الصدقات ونحوها من الولايات، وهو وعيد شديد، وزجر عن طلب الولايات والأعمال من السلطان، ويأتي أن من طلب القضاء وسأل فيه الشفعاء وكّله الله إلى نفسه.

إن قلت: قد طلب يوسف الصديق الولاية وقال: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [يوسف: ٥٥]؟

قلت: لأنه أحق بها من ولاية الكافر، إذ لا ولاية للكافر، وإنما هو غاصب لمنصب غيره، فما طلبه لها إلا توصلاً إلى إنكار المنكر، ومثله خروج أئمة الحق على سلاطين الجور، فإنه طلب للإمارة لكنه واجب لما فيه من إنكار المنكر ونزع الأمر من غاصبه، إلا أنه انقلب الحال وصار ملوك الأرض لا يولون أمرًا من أمورهم إلا لمن طلبه، وبالغ فيه، وسأل الشفعاء وبذل الرشاء، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون (طب عن أبي موسى) (١) رمز المصنف لحسنه.

١٣١ - " اتقوا البول: فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر (طب) عن أبي أمامة" (ح).

(اتقوا البول) أي احذروا إصابته لأبدانكم وثيابكم فتجردوا عنه (فإنه) أي البول أو ذنب أصابته والألف واللام في البول لجنس بول الإنسان، بول نفسه أو بول غيره، القول بأنه يضم الأبوال من كل حيوان فلأنه الظاهر، ولأن التعليل بأن أول ما يحاسب به العبد في قبره يناسب بول الإنسان لحديث صاحبي القبرين وأن في لفظه أن "أحدهما كان لا يستبرأ من بوله". (أول ما يحاسب) ليعاقب عليه (به العبد في القبر) وقد ثبت أن عامة عذاب القبر من البول، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان" وأخبره أن عذاب أحدهما لأنه كان لا


(١) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (١٤٩٨٣)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١٠٣) ثم تراجع وضعفه في الضعيفة (٣٦٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>