للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٥٨ - "الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له". (حم هب) عن عائشة (هب) عن ابن مسعود موقوفاً (صح).

(الدنيا دار من لا دار له) قال القاضي: لما كان القصد الأول من الدار الإقامة في عيش هنيء أبديّ والدنيا بخلافه لم تستحق أن تسمى فمن داره الدنيا لا دار له: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: ٦٤]، قال عيسى -عليه السلام-: من ذا الذي يبني على الموج دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً. (ومال من لا مال له) لأن القصد من المال الإنفاق في وجوه القرب فمن أتلفه في شهواته واستيفاء لذاته فحقيق بأن يقال لا مال له: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (١٨٥)} [آل عمران: ١٨٥] ولذلك قدم الظرف في قوله: (ولها يجمع من لا عقل له) لغفلته عما يهمه في الآخرة ويراد منه في الدنيا والعاقل إنما يجمع للدار الآخرة: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: ١٩٧] قال: في الحكم لأنه لهذا الدار أن تنهدم دعائمه وتسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى أفرح منه بما هو يفنى. (حم هب) (١) عن عائشة) رمز المصنف لصحته (هب) عن ابن مسعود موقوفاً) قال الحافظ المنذري والعراقي: إسناده جيد.

٤٢٥٩ - "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر". (حم م ت هـ) عن أبي هريرة (طب ك) عن سليمان، والبزار عن ابن عمر (صح).

(الدنيا) أي الحياة الدنيا أو دار الدنيا. (سجن المؤمن) بالنسبة إلى ما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم. (وجنة الكافر) بالنسبة إلى ما لما أعد له من عذاب الجحيم، وقيل: لأن المؤمن صرف نفسه عن لذاتها فكأنه في السجن مقيم،


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٧١)، والبيهقي في الشعب (١٠٦٣٨) عن عائشة والبيهقي في الشعب (١٠٦٣٧) عن ابن مسعود، وانظر الترغيب والترهيب (٤/ ٨٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٠١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>