٤٢٨٩ - "الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته، وليس يومئذ دينار ولا درهم". (طب) عن ابن عمر (ح).
(الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه) أي إيفاء صاحبه متى تمكن. (فأنا وليُّه) أي أقضيه عنه مما يفئ الله علي من الغنائم فإنه كان يتحمل بدين الهالك الذي لم يترك الوفاء آخر الأمرين كما قدمنا ثم يلزم الإِمام من بعده ذلك ولذا قال في القسم المقابل للأول. (ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك) أي الدين. (الذي) لم ينو قضاءه هو الذي (يؤخذ من حسناته) وظاهره ولو قضاه عنه الإِمام أو غيره وأنه بنفس النية يؤخذ من حسناته فإن لم تف حسناته أخذ من سيئات خصمه فألقيت عليه ثم طرح في النار كما جاء في خبر آخر وأما من نيته الوفاء ولم يقض عنه الإِمام ولا تمكن منه فإنه لا تؤخذ من حسناته بل يعوض الله عنه غريمه في الآخرة. (ليس يومئذ) أي يوم الأخذ وهو يوم القيامة. (دينار ولا درهم) حتى يقضي غريمه عين ماله الذي في ذمته وهذا تحريض على نية القضاء. (طب)(١) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف ورواه عنه الديلمي ورمز المصنف لحسنه.
٤٢٩٠ - "الدين هَمّ بالليل ومذلة بالنهار". (فر) عن عائشة.
(الدين هَمّ بالليل) فإنه يخلو المديون فيه بنفسه فيتذكر أنه إذا أصبح طولب وضيق عليه ولم يجد لخلاصه حيلة بات ليلته محزونا مغموما حتى إذا نام رأى أحوالًا منكدة. (ومذلة) محل ذلة لمن هو عليه. (بالنهار) لا سيما إذا كان غريمه سيء التقاضي فهو البلاء الأكبر والموت الأحمر والقصد بهذه الأخبار الإعلام
(١) لم أقف عليه من الكبير، عزاه للطبراني في الكنز (١٥٤٧٧)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٤/ ١٣٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٤١٨).