للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما

فذكره وقوله: (إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم) دليل على أن أهل الفترات مخاطبين بدين من قبلهم من الرسل. (طب) (١) عن غالب (٢) بالمعجمة والموحدة (بن أبجر) بفتح الهمزة وسكون الجيم فراء صحابي حدّث، نزل الكوفة قال الهيثمي: رجاله ثقات.

٤٣٩٩ - "رحم الله لوطا يأوي إلى ركن شديد، وما بعث الله بعده نبياً إلا وهو في ثروة من قومه" (ك) عن أبي هريرة (صح).

(رحم الله لوطا) هو ابن أخي إبراهيم وتقدم الدعاء له على الركن المزعج من باب {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: ٤٣] كان (يأوي إلى ركن شديد) رواية البخاري "لقد كان يأوي" يعني إنه لما أنه قال لما جاءه قومه يهرعون إليه يريدون بضيفانه الفاحشة: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: ٨٠] أي منعة وعشيرة وأقارب استنصر بهم عليكم ليدفعوا عن أضيافي، قال القاضي: كأنه استغرب منه هذا القول وعده نادرة إذ لا ركن أشد من الركن الذي كان يأوي إليه وهو عصمة الله وحفظه وقال غيره: ترحم عليه لسهوة ذلك الوقت حين ضاق صدره فقال: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} أي إلى عز العشيرة وهو كان يحب الإيواء إلى الله تعالى فهو أشد الأركان، وقال النووي: يجوز أنه لما اندهش بحال الأضياف قال ذلك، أو أنه التجأ إلى الله تعالى في باطنه وأظهر هذا القول للأضياف اعتذارًا وقسمًا العشيرة ركنا لأن الركن يستند إليه ويمتنع به وشبهه بالركن من الجبل لشدتهم ومنعهم. (وما بعث الله بعده نبيًّا إلا في


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٦٥) (٦٦٣)، وفي الأوسط (٨٠١٥)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣١١٤).
(٢) الإصابة (١/ ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>