للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحتمل أنه أريد العلم الذي لا عمل معه قال الغزالي (١): العلم النافع هو ما يتعلق بالآخرة وهو علم أحوال القلب وأخلاقه المذمومة والمحمودة وما هو مرضي عند الله تعالى وذلك خارج عن ولاية البعثة بقول المصطفى "أرباب السيف والسلطنة عنه حيث قال هلا شققت عن قلبه" (٢) وقد اتفقوا على أن الشرف في العلم لتعمل به ممن يعلم علم اللعان والظهار والسلم والإجارة ليتقرب بتعاطيها إلى الله فهو محبوب، وعلم طريق الآخرة فرض عين في علم الفتوى عنه عند علماء الأمة. (هـ هب (٣) عن جابر) رمز المصنف لصحته قال شارحه: وأخطأ فإن فيه أسامة بن زيد فإن كان ابن أسلم فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أحمد وجمع وكان صالحا، وإن كان الليثي فقد قال النسائي: ليس بالقوي وقال العلائي: الحديث حسن غريب.

٤٦٨٧ - "سلوا الله لي الوسيلة، أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو". (ت) عن أبي هريرة (صح).

(سلوا الله لي الوسيلة) هي ما يتوسل به إلى الشيء ويتقرب به والمراد هنا. (أعلى درجة في الجنة) سميت وسيلة لأنها منزلة ليتقرب بها إلى الله سبحانه ويتوسل إليه، وقيل الوسيلة التي اختص بها هي منزلة يكون منها بمنزلة الوزير من الملك من غير تمثيل فلا يصل أحد إلى خير إلا بواسطته. (لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو) قال ابن القيم (٤): هكذا الرواية ووجهه أن الجملة خبر عن اسم كان المستتر فيها ولا يكون تأكيدا ولا فضلا بل مبتدأ.


(١) الإحياء (١/ ١٧).
(٢) انظر فيض القدير (٤/ ١٠٨).
(٣) أخرجه ابن ماجة (٣٨٤٣)، والبيهقي في الشعب (١٧٨١)، وابن حبان (١/ ٢٨٣) (٨٢)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٦٣٥).
(٤) انظر: حادي الأرواح (١/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>