للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قد عارضه حديث عائشة الدال على أنه لا يكفي تسمية بعض الآكلين قال بعض الأذكياء من المتأخرين: يمكن الجمع بينهما بأن يقال: إذا كان الآكلون حضروا معًا وشرعوا دفعة فسمَّى أحدهم فتسميته كافية إذ الكل كالأكل الواحد، وأما إذا كان البعض منهم متأخرًا ولم يحضر وقت التسمية فلا يكفي تسمية من قد سمَّى كما هو نص الحديث الآخر وأما ما قيل معنى في الجمع بين الحديثين أنهما قد تكون عدم تسمية الآكل سببًا لنزع البركة وإن كان غيره قد سمى كما في حديث عائشة ولا يلزم أن تنزع البركة بسبب مشاركة الشيطان وعدم التسمية رأسًا بسبب استحلال الشيطان الطعام.

وحاصله أن هنا أمرين استحلال الشيطان للطعام ونزع البركة قبل عدم التسمية رأسًا يحصل الأول ومن عدم تسمية الآكل نفسه يحصل الثاني ففيه تأمل لأنه يلزم أنه - صلى الله عليه وسلم - أهمل أمر الأعرابي والجارية بالتسمية التي مع عدمها يحصل سلب البركة وأكل طعامًا غير مبارك فيه وهو - صلى الله عليه وسلم - شديد المحافظة على الأمر المبارك فيه (حم د هـ حب ك (١) عن وحشي بن حرب) بفتح الواو وسكون الحاء المهملة ثم شين معجمة آخره مثناة تحتية وحرب بالحاء المهملة والراء آخره موحدة ووحشي هو قاتل حمزة عم رسول - صلى الله عليه وسلم - وأسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وقتل شر خلق الله مسيلمة الكذاب، فالمصنف سكت على الحديث، قال الشارح: إن الحديث من رواية وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده، ووحشي هذا قال فيه المزي والذهبي: لين.


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٠٥)، وأبو داود (٣٧٦٤)، وابن ماجه (٣٢٨٦)، وابن حبَّان (٥٢٢٤)، والحاكم (٢/ ١٠٣)، وانظر ترجمة وحشي في المغني في الضعفاء (٦٨٣٠)، والميزان (٧/ ٢١)، وقال العجلوني في كشف الخفاء (١/ ٤٨): سنده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١٤٣)، والسلسة الصحيحة (٨٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>