للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المجد ابن تيمية: أصل هذا أن الله جبل بني آدم بل سائر المخلوقات على التفاضل بين الشيئين المتشابهين وكل ما كانت المشابهة أكثر فالتفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهم عن الآخر إلا بالعين وكل ما كان بين إنسان وإنسان مشاركة في جنس خاص كان التفاعل فيه أشد ثم بينه وبين سائر الحيوان مشاركة الجنس المتوسط فلابد من نوع ما من المفاعلة وبهذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم واكتساب بعضهم أخلاق بعض بالمعاشرة والمشاكلة وكذا الآدمي إذا عاشر نوعا من الحيوان اكتسب بعض أخلاقه فلذا كان الخيلاء والفخر في أهل الإبل، والسكينة في أهل الغنم وصار الجمالون والبغالون فيهم أخلاق مذمة من أخلاق الجمال والبغال وصار الحيوان الإنسي فيه بعض أخلاق الناس من العشرة والموافقة وقلة المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة يوجب مشاكلة ومشابهة في الأمور الباطنة على وجه المشارفة والتدرج الخفي. (البزار (١) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه كثير بن زيد وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف.

٤٧٩٩ - "السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله". (طب هب) عن أبي بكرة (صح).

(السلطان ظل الله في الأرض) لأنه يأوي إليه المظلوم والمحتاج لدفع أذى حر الظلم والحاجة كما يأوي إلى الظل من حر الشمس وهذا شامل للعادل والجائر بلفظه ويحتمل أنه ما يراد به إلا العادل لأنه الذي يستدفع به الأذى لا الجائر فمنه يصلك الأذى وحر الجور والظلم فإذا كان ظل الله. (فمن أكرمه أكرمه الله) لأنه أكرم من أمر الله بإكرامه فيجازيه الله بالإكرام. (ومن أهانه أهانه


(١) أخرجه البزار في الكنز (٦٣٠٠)، وانظر قول الهيثمي في (٤/ ٦٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٦٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>