٤٩٣٨ - "الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا، ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة"(حم ت) عن عمر
(الشهداء) المقبولون في سبيل الله أقسام. (أربعة) باعتبار ما لهم عند الله من الأجر (رجل مؤمن جيد الإيمان) وصفه بالإيمان للمدح وإلا فلا يكون الشهيد إلا مؤمناً، والجيد بزنة كيس ضد الرديء وأريد به هنا إيمان ثابت لا شك فيه أو غير مخلوط بتقصير في أعماله وفيه أي دلالة إلى تقسيم الإيمان إلى الكامل والناقص. (لقي العدوّ فصدق الله) أي فعل فعل الصادقين بعهد الله إذ في عهد الإيمان الوفاء بشروطه ومنها الجهاد فإذا وفي به معه صدق الله. (حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس أعينهم إليه يوم القيامة) في الجامع ورفع رأسمه حتى سقطت قلنسوته ولا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي - صلى الله عليه وسلم -. يحتمل أن المراد في الموقف أو في الجنة (هكذا)(ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح) أي داخل الخوف كل عضو منه. (من الجبن أتاه سهم غرب) بفتح المعجمة والراء وتسكن وبالإضافة والتوصيف السهم الذي لا يعرف راميه. (فقتله فهو في الدرجة الثانية) في الآخرة وذلك لفضيلة الشجاعة كأن الأولى أعلى عند الله مقاماً فيما قد استويا في جودة الإيمان واختلفا في ثبات القلب. (ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئاً) فيه ما يدل على أن جودة الإيمان خلوه عن الأعمال السيئة. (لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة) آخره لعدم جودة إيمانه وفيه أن جودة الإيمان أفضل من كمال