للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(طوبى لمن رآني) مؤمناً به. (ولمن رأى من رآني) فإنه سمع أوصافه - صلى الله عليه وسلم - وأخباره ممن شافهه وشاهده إن أريد الرؤية. (ولمن رأي من رأى من رآني) وهذه آخر طبقات الخيرية في حديث: "خير القرون قرني" بناء على أن المراد بقرنيه من رآه وبالذين يلونهم من رأى من رآه وبالذين يلونهم من رأى من رأى من رآه. (عبد بن حميد عن أبي سعيد، ابن عساكر (١) عن واثلة) بن الأسقع.

٥٢٨٨ - "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعد عنها إلى البدعة. (فر) عن أنس".

(طوبى لمن شغله عيبه) أي تفقده واهتمامه بإصلاحه لا مجرد ذكره كما يفعله الخلعاء من ذكر عيوبهم مع اشتغالهم بإهماله وتتبع عورات الناس فإنه لا أحد إلا وفيه من المعائب ما لو اشتغل بإصلاح شيء منها لشغلته عن كل مهم (عن عيوب الناس) عن ذكرها والبحث عنها والتفتيش عما لا يعنيه منها وإنما يشتغل بعيب نفسه من نفذت أنوار بصيرته وصلحت علانيته وسريرته وأحسن من قال:

لي بنفسي شغل عن كل من ... للهوى فرض يوما أو قذف

(وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) ولقد عكس الناس هذا فأمسكوا فضول الأموال وبذلوا فضول الأقوال. (ووسعته السنة) في التعبير بوسعته إشارة إلى أنها قد أتت بكل ما يحتاجه. (ولم يعد) من العدو الذي يفعله الفار من شيء. (إلى البدعة) التي ابتدعها من لم تسعه السنة، وفي مثلهم قيل:

تساهل قوم بدنياهم ... وقوم بخلوا لمولاهم

فألزمهم باب مرضاته ... وعن سائر الخلق أغناهم


(١) أخرجه عبد بن حميد (١٠٠٠) عن أبي سعيد وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٣/ ٥٦٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>