للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتكلف وذكر المصنف أجوبة لا تجرى ها هنا، وأقول: إذا تعذَّر التَّوجيه فلا ضير في أن يرادَ في أنَّ هذه المذكورة في نفسها هي أحب الأشياء إليه تعالى، وأما هي فيما بينها فمسكوت عن بيان أكثر محبوبية منها.

٢٢١ - " أحب للناس ما تحب لتفسك (تخ ع طب ك هب) عن يزيد بن أسيد (صح) ".

(أحب للناس) المسلمين (ما تحب لنفسك) قد تقدَّم.

إن قلت: المحبة فعل قلبي غير اختياري، ولذا فسَّروا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهمَّ هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (١) بالمحبة.

قلت: المراد أنَّك تأتي إلى الناس ما تحب أن يأتوا إليك، فعبر بالمحبة عن لازمها وما يتسبب عنها إذا أراد بذكر أسباب المحبة من تذكرك أن الله يحب منك أن تحب أخاك ويأمرك بذلك ويأجرك عليه ومن فعل ما هو من أسبابها كالمهاداة كما أرشد إليه حديث: "تهادوا تحابوا" أو المراد: أرد به لهم ما تريد لنفسك (تخ ع طب ك هب عن يزيد (٢) بن أسد) بفتح الهمزة وسكون المهملة آخره مهملة، رمز المصنف لصحته.

٢٢٢ - " أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما (ت هب) عن أبي هريرةً (ح) ".

(أحبب حبيبك هونًا ما) في النهاية (٣): حبًا مقتصدًا لا إفراط فيه وإضافة ما


(١) أخرجه أبو داود (٢١٣٤)، والترمذي (١١٤٠)، والنسائي (٧/ ٧٥)، وابن ماجه (٩٧١١). وأخرجه أحمد (٦/ ١٤٤)، والدارمي في مسنده (٢٢٥٣)، وابن حبان في صحيحه (٤٢٠٥). روي موصولا ومرسلا، وهو ضعيف لإرساله إلا أن الرواية المرسلة رجحها الترمذي.
(٢) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٣١٧)، وأبو يعلى (٩١١)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٣٨) رقم (٦٢٥)، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٦٨)، والبيهقي في الشعب (١١١٣٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٨٠) والسلسلة الصحيحة (٧٢).
(٣) النهاية (٥/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>